الثلاثاء 15 حزيران , 2021 03:39

التقدم العلمي في إيران

معرض منجزات تقنية النانو

يحكم التنافس على المشهد العام بين الدول، خاصة "العظمى" منها، على العديد من الصعد الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية وغيرها.  لكن الانجاز النوعي الذي حققته إيران انها استطاعت "غزو" المرتبة الأولى عالميًّا في العديد من المجالات العلمية والتكنولوجية رغمًا عن أنف حصار سيبلغ عمره الـ40 عامًا، واستطاعت تحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الأولية والأساسية الذي تعجز عن تحقيقه دولًا تعيش رفاهية اقتصادية. اليوم ومع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي في الجمهورية الإسلامية وهو الذي أصرت الدولة على اقامته احترامًا لدستورها وقوانينها مرعية الإجراء، رغم العديد من العقبات، يعود إلى الواجهة هذا الإنجاز الكبير الذي حققته الدولة في مجال التقدم التكنولوجي الصناعي والعلمي، وهو ما ينم عن الانسجام والتماهي بين المشاريع والخطط التي تأتي في طليعة اهتمامات هذه الدولة وبين تطلعات وطموح الشعب وخاصة جيل الشباب. وهنا عرض لأبرز إنجازات إيران في العديد من الميادين:

على المستوى الطبي:

أحرزت الجمهورية الإسلامية تقدّمًا كبيرًا على هذا المستوى خلال السنوات الماضية وهذه أبرز الإنجازات:

-  بناء اول مدينة دوائية في الشرق الاوسط بمدينة اراك وسط البلاد.

- تأمين 97% من احتياجاتها في مجال الادوية، واستغنائها عن العقاقير الاجنبية بشكل كامل خلال عامين

- انتاج وتصدير العقاقير النانوية إلى مختلف الدول الاسيوية وتوقيع العديد من الاتفاقيات لبدء التصدير إلى البلدان الأوروبية، وامتلاك العديد من الشركات الصانعة للمنتجات النانوية المختبرية الإيرانية، لـ 8 وكلاء لبيع المنتجات في بريطانيا وروسيا والنمسا وكندا ورومانيا وافريقيا الجنوبية ووكيلين في الهند.

- انتاج خلايا الكبد والقلب والأوعية على مستوى المختبر وعبر الخلايا الجذعية التي تستخدم من أجل ترميم وإعادة بناء الكبد والقلب، وهذا انجاز رائد في الشرق الأوسط.

- تصدير أكثر من 110 منتجات طبية إيرانية إلى 55 بلدًا.

- الانضمام إلى مصاف الدول المنتجة للمعدات والأجهزة الطبية ذات التقنية العالية (هايتك)، إضافة لتوفيرها البنى التحتية لتطوير الكمي والنوعي في مجال انتاج المعدات الطبية التي تتوافق مع معايير الجودة الدولية.

- امتلاكها لأكبر معمل لإنتاج الأدوية المضادة للسرطان في الشرق الأوسط، ويتم افتتاح 9 خطوط لإنتاج العقارات، يبلغ رأس المال الخاص بها الـ100 مليون يورو.

-انتاج وتصدير معدات تشخيص كورونا إلى العديد من البلدان، 40 ألف منها إلى ألمانيا. وهنا يبرز دورها في مساعدة العديد من الدول والشعوب في مكافحة الوباء عبر تأمينها للمعدات اللازمة لمكافحته منها أفغانستان ولبنان وألمانيا، في الوقت عينه الذي تخلّت العديد من الدول "العظمى" عن مسؤولياتها في تقديم المساعدات الإنسانية.

التقدم العلمي التكنولوجي:

عام 2015 حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اللواء هرتسي هليفي من التقدم التكنولوجي الإيراني قائلًا "تسألونني إن كانت الحرب ستنشب بيننا وبين إيران خلال الأعوام العشرة المقبلة، وإجابتي ستكون مفاجئة لكم، فنحن نخوض حرباً مع إيران، إلا أنها ليست حرباً عسكرية مباشرة، بل هي حرب تكنولوجية، إذ إن مهندسينا يقاتلون المهندسين الإيرانيين اليوم، وهذه الحرب ستتحول إلى أكثر ضراوة لاحقاً" ما يجعل الحديث عن التطور التكنولوجي الإيراني أكبر من ان يتم اختصاره في معرض الحديث هنا. غير انه سيتم ذكر جانب منه:

- للعام العاشر على التوالي ما زالت إيران تحافظ على المركز الأول في الشرق الأوسط في عدد الأبحاث العلمية، حيث بلغت نسبتها عام 2020، أكثر من 74 ألف مقال. وقد ازداد بنسبة 8.9% بين عامي 2016 و2017.

 - المرتبة الاولى في مجال علوم هندسة الفضاء وفقا لتصنيف سايمغو العالمي للأبحاث والمؤسسات البحثية على مستوى دول غرب آسيا.

- المرتبة 46 في العالم في مؤشر رأس المال البشري وفق تقرير مؤشر الابتكار العالمي عام 2020.

- المرتبة 28 عالميًا في منتجات التكنولوجيا الفائقة.

- رفع مستوى الصادرات النانوية من 65 مليون دولار إلى 120 مليون دولار، إضافة لعقد صفقات عدة في هذا المجال مع ماليزيا وبوليفيا وكوريا الجنوبية وروسيا والعراق.

- مأسسة العلاقات بين الجامعات والقطاع الصناعي في البلاد، الأمر الذي ما يزال في طور الدراسة في غيرها من الدول.

- منافسة المواقع الصينية والعربية والتركية على الانترنت.

- 72% من القرى الايرانية مزودة بالانترنت وأكثر من 7 الاف منها تحظى بشبكات النطاق العريض.

- صنع وتشغيل منظومة التحديد المرئي للطاولة ذات ثلاث درجات حرارية (منظومة محاكاة ديناميكية الاقمار الصناعية) بمختبر مراقبة الظروف في مركز الابحاث الفضائية في إيران ويعتبر هذا المختبر من اهم الوسائل لضمان الاداء المتوقع في المهمات الفضائية.

- تحويل اتفاقية صناعة الغواصات في منظمة الموانئ والملاحة البحرية، إلى منظمة الصناعات البحرية التابعة لوزارة الدفاع، لتصنيع غواصات الإغاثة والإسعاف وسفن الجرف والإطفاء وغواصات إزالة التلوث وسفن الركاب في إطار هذه المذكرة.

- شركات متخصصة في بناء سفن الركاب وسفن نقل النفط Oil Recovery Vessel وعوامات من فئة Scavenger يصل طول كل منها الى 24 مترا، وأنواع عواماتFishing ،Pilot ، Crew Boat وباقي العوامات التخصصية.

التطور العسكري:

تعتبر العديد من الدول ان قدرات إيران العسكرية المتعاظمة وصلت إلى الحد الذي لا يمكن لهم ان "يتأقلموا" معه ولأجل ذلك تسعى هذه الدول لإنجاح المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، فلو لم تكن هذه الدولة قد نجحت في إحداث نقلة نوعية بهذا المجال لما كان هذا الملف قد شغل تصدر المشهد العالمي لسنوات.

تمتلك إيران قدرات عسكرية جعلتها في مصاف الدول القليلة عالميا التي تمتلك قوة متعاظمة في هذا المجال:

الصواريخ الباليستية:

- صواريخ شهاب 1و2و3 وفاتح-110 وذو الفقار وزلزال الجيل 1 و2، ومداها يقل عن 1000 كم، ويمكنها حمل رؤوس متفجرة تقليدية، غدير-110، ومداها بين 1000 و2000 كم.

- صواريخ سجيل وبي إم-25 وخورمشهر وعاشوراء وسومار وسفير، ومداها بين 2000 و2500 كم، ويمكنها حمل رؤوس نووية عدا صواريخ سومار.

الغواصات والسفن الحربية:

آخرها السرب البحري المكون من: سفينة "مكران" الحربية الضخمة، ومدمرة "سهند" برفقة ما لا يقل عن 7 زوارق سريعة الذي استطاع الوصول الى المحيط الأطلسي لأول مرة، دون أن ترسو هذه القطع في موانئ الدول الأخر، أي أن رحلتها قطعت باستمرار مسافة تفوق 16 ألف كيلومتر.

-البارجة الحربية "رودكي": هي بارجة ضخمة ذات مهام قتالية استخبارية ولوجستية وبمثابة قاعدة بحرية متحركة وعابرة للمحيطات، تزن نحو 4 آلاف طن بطول يصل إلى 150 مترا وعرض 22 مترا، مزودة برادارات ومنصات صواريخ ومنظومات اتصالات شاملة متطورة.

ولعل حديث السيد علي خامنئي حول قدرة إيران على انتاج القنبلة النووية وامتناعها عن ذلك لدوافع أخلاقية دينية هو تصريح كاف لنقل الصورة الواقعية عن هذه الدولة التي دائمًا ما تحوّل التهديد إلى فرصة فمثلًا ردّا على استهداف منشأة نطنز النووية رفعت مستوى تخصيبها لليورانيوم بمعدل 60% وهي جاهزة للوصول إلى 90% ايضًا.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور